«كريستوبال بالينسياغا» هو دراما سيرية من 6 حلقات، تُعتبر من بين أجمل الأعمال الدرامية. يتوفّر المسلسل الآن على منصة «هولو» (باللغات الإسبانية، الفرنسية، والباسكية، مع ترجمة).
يتتبّع المسلسل حياة بالينسياغا ومسيرته المهنية على مدى 30 عاماً في باريس، ليُصبح ليس فقط قصة أصل لمصمِّم أزياء شهير، بل أيضاً، وفقاً للمسلسل، قصة نشأة الموضة الحديثة نفسها.
يقوم ألبرتو سان خوان بدور بالينسياغا، الرجل العبقري الذي لا يساوم، والذي في الحلقة الأولى يبدأ فقط في دفع نفسه، ليصبح أكثر تميّزاً. تشمل العديد من عروض العباقرة الإبداعيّين مشاهد لشخصيّتهم الرئيسة وهي تضرب رأسها بالحائط، أو تتعرّض إلى السخرية أو التجاهل.
لكنّ الأمر مختلف هنا: بالينسياغا يُبجّل ويُحَبّ في كل مرحلة من مراحل مسيرته المهنية، سواء من أقرانه أو وسائل الإعلام أو الجمهور. كيف وما إذا كان ذلك يؤثر عليه هو موضوع آخر.
يميل المسلسل أحياناً إلى الـ«كليشيهات»، خصوصاً بسبب جهاز السرد التقليدي الذي يستخدمه: بالينسياغا يجلس أخيراً لإجراء مقابلة استرجاعية عن مسيرته المهنية، وننتقل بين ذلك وبين ذكرياته المؤثرة.
نظراً لأنّ جزءاً كبيراً من «كريستوبال بالينسياغا» مليء بالجاذبية - حتى أبواب المصاعد وصنابير مغاسل الحمّامات تتميّز بتصاميم فريدة - يمكن أن ينزلق العمل أحياناً إلى السطحية.
شعور بالينسياغا بالتوتر والتباعد، حياته العاطفية المغلقة، ونفوره من الأضواء الشخصية، تجعل المسلسل، وليس فقط الشخصية، يبدو بعيداً أحياناً.
لكنّ المسلسل يتمتع بجمال وتعبيرية مذهلة، ويصوّر الطابع الذاتي لعمل بالينسياغا بذكاء وقوة مدهشة. يبدو وكأنّه هو الملابس نفسها، والملابس تبدو وكأنّها انعكاس له، وأداء سان خوان يتحرّك بتناغم مع خطوط الأزياء.
يمكن للأنانية والفن أن يَنموا جنباً إلى جنب، والشجاعة والعزلة قد يكونان طريقتَين لتحقيق الشيء عينه.
عندما تقترح شريكته في العمل وصديقته بلطف أن يعمل على تحسين مهاراته في التواصل، يعرف هو وتعرف أنت أنّها على حق - لكنّك ترى أيضاً مجموعة الأزياء لذلك الموسم وتفكّر: «أوه، إنّه بالفعل يُعبّر عن كل شيء».
عندما يشعر بالتصلّب وسوء الفهم، يبتكر البرود الذي أصبح الآن مرادفاً لـ»عرض الأزياء». النظرة الثابتة، التعبير الجدّي، وغياب الاتصال البصري مع الجمهور بدأت، وفقاً لـ»بالينسياغا»، كجزء من منافسته مع كريستيان ديور. «سأريهم» هي دافع قوي، وهناك شيء مثير بشكل خاص حول شخص ينجح حقاً في «إظهارهم»، إذ ينبع شعوره بالتفوّق من تفوّق حقيقي.